إليك أيتها الفتاة
أختاه..أهمس في أذنك بكلمات كتبتها لك من حرصي عليك.
فاسمحي لي أن أخاطب عقلك بحوار هادئ.
إقرئى لا تهربي , واعقلي ثم أحكمي.
أختاه..هل لك علاقة بالجنس الآخر؟ وما نوعها؟!
و قبل أن تجيبي أوفر عليك الخجل والتفكير .
تصارحينني وبصدق أن هناك تطلعا للحديث مع (أصدقاء الجنس الأخر) يختلف في طبيعته عن التطلع للحديث مع (أصدقاء جنسك)؟
لكن لو تساءلت: هل يمكن أن تصيري شريكة حياة واحد ممن كان يوما من الأيام صديقك؟
الواقع يقول: إنه وبالطبع لا.
لأن الشاب ينظر إلي صديقته أيام الجامعة علي أنها-عفوا- زوجة (SECOND HAND) ما عادت تصلح له , ينظر إلي الزوجة بخلاف ما ينظر إلى (صديقته أيام الجامعة) تلك الشابة المنفتحة،كثيرة الضحك والمزاح،الأكثر جاذبية للشباب , إنه - ومهما يكن سلوكه - ينظر إلى الزوجة نظرة عكسية تماما بل,إن كثيرا مما كان يحبه في(صديقته)لا يحب أن يجده في زوجته من الانفتاح والجرأة ولفت الأنظار إليها .
تبعات مؤلمة وحرجة
كثيرا جدا ما نشأت علاقة بين شاب وفتاة أيام الدراسة وتطورت سريعا بينهما إلى ما هو أكثر من (زمالة عادية), فكلاهما يريد أن يتعرف على الآخر أكثر, وقد يبارك الأهل هذه العلاقة التي قد تستمر سنين الدراسة, ولكن الواقع أن هذه العلاقة تنتهي عادة بتفرق بينهما , كل يتجه إلى حياته الجديدة بعد تغير الظروف وتحطم الأحلام الوردية (الشيطانية) على صخرة الواقع.
يتفرقان وكأن شيئا لم يكن ! الحقيقة أنهما يتفرقان مخلفين وراءهما الكثير من التبعات النفسية المؤلمة وعلامات الاستفهام الاجتماعية الحرجة وبخاصة لك أنت أيتها الفتاة.
استرجعي في ذهنك قصص من تعرفينهم من الزملاء والزميلات قبلك تجدي هذا كثير الحدوث والتكرار.
تكلف وتصنع
- أيتها المسلمة العاقلة- إن العلاقة بين الشاب والفتاة في هذه المرحلة كثيرا ما تكون مغلفة بغلاف من (التكلف والتصنع) يختفي وراءه كثير من الصفات الحقيقية لكلا الطرفين و التي لا تظهر إلا في أزمات الحياة الحقيقية مع المعاشرة .
المسلمة وكساء العفة و الشرف
أختي المسلمة إن إسلامك ليس جامد المشاعر وإنما هو دين الفطرة التي لو كانت جسدا لكان ثوب الإسلام هو الثوب المفصل عليها, وميل الجنسين كل إلي الآخر فطرة وغريزة كساها الإسلام ثوب الشرف والعفة والطهارة هو ثوب الزواج الشرعي فالحمد لله على نعمة الإسلام في الزواج .
قال الله تعالي في سورة النساء بعد أن أحل لعباده الزواج فذكر ما أحل منه وما حرم قال تعالي:
"يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم .والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"
إذن فمن يبغي لنا الخير غير الله ربنا؟!
الذي خلقنا بضعفنا فشرع لنا الزواج صورة طاهرة نظيفة لعلاج هذا الضعف.
ومن يريد لنا الميل والسقوط غير أعدائنا ؟!
الذين يخدعوننا بالشعارات والكلمات البراقة الزائفة مثل الصداقة البريئة, والدعابة المرحة ,
و الاختلاط المهذب للمشاعر, وغيرها من شعارات أملاها عليهم إبليس لعنه الله .
أختاه..انتبهي قبل السقوط!
علاقتك ولو بزميل أو صديق أو قريب تحت أي مسمي بريء لن يهذب غريزة أو يساعد على إقامة علاقة نظيفة .
وإنما هو السقوط يوم أن يأباك الخليع ويترفع عنك المحتشم (الملتزم) فتحرمين الزواج الجميل بسبب سوء فهم وتصرف, أو لعلها العجلة في اختيار( عريس الغفلة) وقد نسيت أن الزواج السعيد رزق من الله من تعجله قبل أوانه عوقب بحرمانه, وحيث أنه من عند الله فإن ما عند الله لا ينال إلا برضاه, فانتبهي يرحمك الله قبل أن يزهد فيك الرجال وتخسرين الزواج الجميل.
تبحثين عن السعادة بمعصية الله؟!
تحاولين أيتها المسلمة أن تنالي السعادة بمعصية الله عز و جل ؟
وقد قال الله تعالي"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"طه(124)
أو ليست علاقتك مع صديق أو زميل إعراض عن أمر الله سبحانه الذي نهى المؤمنات عن النظر إلى الرجال كما نهى المؤمنين عن النظر إلى النساء فقال سبحانه:
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن"النور(30-31)
فما بالك بما هو أشد من النظر وهو من ضروريات هذه العلاقة (كالمصافحة والدعابة المرحة...وغير ذلك مما تعلمين)؟!!
كوني من الصالحات الطيبات
وامتثلي أمر الله تعالى بترك هذا الاختلاط وتلك العلاقات طلبا لما عند الله تعالي الذي قال سبحانه
"الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات"
فإذا كان الإسلام قد حرم اختلاط الإخوة ذكورا و إناثا في المضاجع ،من باب تحصين النفوس من الفتن وسد باب الذريعة , فما بالنا باختلاط تتسع صوره بين الجنسين بدعوى القرابة والصداقة والجيرة والزمالة والعمل وغير ذلك..
أليست هذه كلها أولى بالنهي والتحريم ؟!!
قال صلي الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
فكيف يمكن أن نجمع بين الفاتن والمفتون ( بين المرأة و الرجل ) ونقول إن الأمر بسيط وسيسلم طالما أن النية سليمة والعلاقة بريئة.
أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان في إضلال عباد الله و غوايتهم؟!!
أم يسعدك أن تكوني سببا في وقوع مسلم في الحرام؟!!
ماذا لو ترك التعامل بين الفتى والفتاة والرجل و المرأة مفتوحا, يصاحب هذا من يشاء وتصاحب تلك من تشاء؟!
هل ستختفي نظرة الميل الغريزي بين الجنسين, ليحل محلها-كما يزعم الزاعمون- الاحترام المتبادل؟!
وهنا ندع الأرقام تتكلم بلغة أبلغ من الحروف لتحكي لنا أنه في أمريكا أظهرت إحدى الإحصائيات أن (19) مليونا من النساء هناك كن ضحايا لعمليات الاغتصاب كتاب ( يوم اعترفت أمريكا بالحقيقة)
وفي استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الإيطالي للطب النفسى اعترف فيه (17%) من الإيطاليين الرجال بأنهم خانوا زوجاتهم .
وفي ألمانيا وحدها تغتصب (35) ألف امرأة ألمانية سنويا وهذا العدد يمثل الحوادث المسجلة رسميا لدى الشرطة , ويقول البوليس الجنائي هناك أن حوادث الاغتصاب غير المسجلة تصل إلى خمسة أضعاف هذا الرقم .
هذا واقع بعض من مجتمعات ادعت المدنية والحضارة ونادت بما يدعونه إلى الحرية في التعامل والاختلاط بين الجنسين.
فهل قل سعار الشهوة المجنون ؟!!
أم نشأت- كما يدعون- علاقة بين المرأة والرجل على أساس من الاحترام المتبادل؟!!
أو لعل تلك الأرقام لهذه الحوادث جزء من الاحترام المتبادل الذي يريدونه بين الرجل و المرأة؟!!
الشيخ / حسين الدسوقي